-->
9568929128501602
recent
أخبار ساخنة

يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده

الخط


يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده



يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده

﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: 18]


الحمد لله الذي سخر العلم الحديث لخدمة هذا الدين فكلما غاص الباحثون في دراساتهم لفهم أسرار هذا الكون وجدنا آية كريمة في كتاب الله تلخص نتائج أبحاثهم ليتعزز إيماننا لأن المنطق والعلم لا يتعارضان مع القرآن العظيم .

ولا يعيب الاسلام أن يقوم غير المسلمين بهذه الابحاث في حين أننا نحن المسلمين نكتفي فقط بالاستشهاد بأبحاث غير المسلمين فالعيب فينا وليس في ديننا.

غير أنه وللاسف هناك عدد من المسلمين الذين صاروا يبدون إعراضا عما يتعلق بالاعجاز القرآني غير معتبرين أن هذا الاعجاز هو من آيات كتاب الله، وأن إنكاره او الاعراض عنه قد يدخلهم في طائفة من يعرضون عن آيات الله أو ينكرونها

قال تعالى في سورة يوسف: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) 
كما أن الاعجاز القرآني يغيظ أعداء الاسلام من النصارى وغيرهم الذين يحاولون جاهدين الطعن فيما يكتشف من حين لآخر لربما حسدا منهم، فعلينا نحن المسلمين ألا نكون ظهيرا لهم وألا نقف معهم نفس الموقف

و هذه الاكتشافات هي أسرار و آيات من آياته تعالى أودعها الله في خلقه وجعل لها وقتا معلوما لتظهر فيه مصداقا لقوله تعالى:

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فُصلت 
ولربما هي حكمة المولى عز وجل في أن يرينا آياته المكنوزة في كتابه الكريم على مراحل زمنية حتى يتجدد إيمان الاجيال المتعاقبة كلٌ حسب إهتماماته وقدراته على الفهم والاستيعاب. 


وهذا الموضوع هو عن اعجاز القرآن في قوله تعالى

" حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18)" سورة النمل
وبداية أود أن أنبه أنه لا توجد أي محاولة أو نية من طرفي لتفسير القرآن أو الادلاء برأي فيه 
وكل ما في الامر أني أسوق شواهد علمية وأبحاث صرفت عليها الملايين خدمة للقارئ العربي الذي حجبت عنه هذه المعلومات بكم هائل من الاخبار والموضوعات الرديئة والمنحطة أحيانا.
وفي نفس الوقت فشبابنا يتعرض لتيارات عديدة ومتنوعة الاتجاهات تحاول طمس ثقافته وإبعاده عن دينه.

صحيح أن الاعجاز القرآني لا ينضب
وما علينا سوى التدبر والبحث والدراسة
في هذا الموضوع سنركز على كلمة واحدة وردت في هذه الاية الكريمة ألا وهي كلمة "مساكنكم" فعندما تناول القرآن العظيم النحل وصف محل إقامتها بالبيوت
" وإذ أوحى ربك للنحل أن إتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون"
وعندما تحدث عن العناكب وصف مقرها أيضا بالبيت 
"و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون"


يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده


وهذه الحشرات الثلاث هي التي تعيش في مقرات معيشة ثابتة
وأما الحشرات الاخرى المذكورة في القرآن فلم يذكر لها بيتا أو سكنا لأنها هي كذلك لا تتخذ بيتا
مثل الذباب والبعوض والجراد والقمل
و النمل أمره عجيب ومقر سكناه هو بالفعل مسكن وليس بيت
والفرق بين البيت والمسكن أن المسكن يقسم داخليا إلى حجرات وممرات
بينما البيت هو عبارة عن مساحة واحدة مخصصة للعيش 
وخير مثال على ذلك ما يسميه البادية بيوت الشعر وهي عبارة عن خيام وما هي سوى مساحة واحدة مغطاة
وأما المساكن فكما نعلم جميعا فإنها تنقسم إلى غرف وحجرات مخصصة لاغراض محددة وممرات 
في الصورة المنشورة في بداية الموضوع نشاهد مجسما لمساكن النمل من عمل الدكتور "ولتر تشينكيل" من جامعة فلوريدا 
قام بصنعه عن طريق حقن سائل العاج الذي تصنع منه الاسنان الاصطناعية داخل حفرة النمل
هذا المسكن قامت ببنائه حوالي 5000 نملة وأخرجت منه ما يقارب ال20 كيلو جراما من التربة خلال مدة أربعة إلى خمسة أيام 
ويقول هذا العالم أنه مندهش من طريقة بناء هذه المساكن وتوزيع النمل خلالها
فصغار النمل تسكن بالاسفل بالقرب من الملكة
بينما تسكن كبار النمل ذات الخبرة الطويلة في الحجرات العلوية القريبة من السطح لتتصرف كحرس للبقية . 
ويتعجب كيف أن مستعمرات مختلفة من نفس فصيلة النمل تبني مساكن متطابقة في التصميم
فسبحان الخالق المبدع 

يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده

و قد أعد الدكتور "ولتر تشينيكل" بحثا نشره بدورية "علم الحشرات" Journal of Insect Science 
The nest architecture of the Florida harvester ant, Pogonomyrmex badius 
ونكتفى هنا بذكر مجمل الموضوع إلا أن هناك الكثير من التفاصيل الشيقة لمن أراد أن يتعمق ، من بينها زاوية ميل الممرات والفرق بين أحجام الغرف العلوية والسفلية وإرتفاع أسقفها 
والبحث ليس بقديم بل هو حديث نسبيا وتاريخه هو 2-7-2004 

وسبحان من قال "أدخلوا مساكنكم" ولم يقل ادخلوا بيوتكم أو أعشاشكم 
لأنها هي مساكن بكل معنى الكلمة 
ولا يخفى على كثير ممن يتابع مواضيع الاعجاز القرآني أن هذه الآية الكريمة حوت على موضوع آخر ورد في كلمة "يحطمنكم" 
إلا أننا هنا سنحصر موضوعنا عن مساكن النمل فقط
والجملة الكاملة الواردة في الآية الكريمة تطلب من النمل الدخول إلى مساكنهم من أجل أن تحميهم هذه المساكن من وطء أقدام الجنود وسنابك الخيل
وهذا يتطلب منا وقفة أخرى
فالآية الكريمة لم تقل مسكنكم بصيغة المفرد بل وردت بصيغة الجمع دلالة على أن خلف هذه الحفرة التي نراها بالارض توجد مجموعة من المساكن كما نرى في الصورة
ومن ناحية هندسية فإن تصميم مساكن النمل على هيئة حجرات أو غرف صغيرة يجعلها قادرة على الصمود للضغط المفروض عليها من أعلى
فتصوروا معي أن جيشا كاملا مر على مجموعة من المساكن كالتي نراها في الصورة وبهذا العمق الكبير داخل الارض
فحتما ستتحطم الفتحة الخارجية وتتهدم ، ولكن الغرف السفلية التي بها الطعام المخزن والملكة وبقية النمل لن يتأثر .
فسبحان الخالق المبدع الذي أوحي لهذا المخلوق أن يبني مساكنه بهذه الطريقة الفريدة

وهناك كلمة أخرى وردت في هذه الآية تستوجب منا إشارة لها ألا وهي كلمة "واد"
عليكم أن تتصوروا كيف أن ما تعرضنا له هو مجرد شارع واحد في مدينة كبيرة مثل مدينة طوكيو 
لأن الآية الكريمة تذكر أن الجيش أتى على "واد النمل"
هناك لحظات تمر على الانسان يحس فيها بحجمه الصغير كطفل يلعب بأصداف بحرية بشاطئ طويل لا يرى له نهاية 
فسبحان الله الخالق المبدع 
وفي مكان آخر في أفريقيا قام فريق آخر بعمل مماثل ولكن عن طريق ضخ الاسمنت في حفرة النمل 
ثم أزال الطين المحيط بمساكن النمل لتظهر معالم مدينة تحت الارض 

يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده

وحري بنا أن نلاحظ أن حجرات النمل هذه محفورة بشكل متقابل أي أنها ليست على إمتداد واحد بمعنى أنه لو إنهارت واحدة فلن تنهار على التي تحتها 
وهذا مما يزيد من متانة هذه المساكن وقدرتها على تحمل ضغط المارين من فوقها ولو كان جيشا كجيش سيدنا سليمان عليه السلام
ولكن ما ذا لو أن الآية الكريمة قالت بيتكم أو بيوتكم بدلا من مساكنكم
تصوروا لو أن النمل قام بحفر غرفة واحدة كبيرة على شكل بيت واحد وعاشوا فيه جميعا
ذلك البيت سينهار ولن يستطيع أن يصمد تحت ضغط المارة من فوقه ، وسيموت النمل جميعا لأنهم يعيشون جميعا في بيت واحد 
وهناك نوع من النمل الابيض الذي يعيش في أفريقيا والذي يشيد قصورا ضخمة على سطح الارض وليس تحت التراب


يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده

يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده





فسبحان الخالق المبدع
و طوبى لمن تدبر القرآن وفهم ما تيسر له من أسراره
أسأل الله تعالى أن يلهمنا التدبر في كتابه العظيم
وأن يجمعنا على حوض رسوله الكريم
وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة